لم يتوقع أحد أن يتراجع اتحاد الكرة المصري، بهذه السرعة عن قرار استبعاد عمرو وردة، صانع ألعاب الفراعنة، من القائمة التي تخوض بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، بعد اتهامه بأعمال غير أخلاقية خلال معسكر الفراعنة.
وشهد منتخب مصر واقعة ربما تكون الأولى في تاريخه بتمرد اللاعبين على قرار اتحاد الكرة وخروجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعم وردة والمطالبة بالعفو عنه وعلى رأسهم محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.
كما أشار قائد المنتخب أحمد المحمدي، برقم وردة (22) أثناء احتفاله بتسجيل هدف التقدم في لقاء الكونغو الديمقراطية بأمم أفريقيا، وأكمل تضامنه بتصريحاته التي أكدت أن اللاعبين لن يتركوا وردة.
كما أشار قائد المنتخب أحمد المحمدي، برقم وردة (22) أثناء احتفاله بتسجيل هدف التقدم في لقاء الكونغو الديمقراطية بأمم أفريقيا، وأكمل تضامنه بتصريحاته التي أكدت أن اللاعبين لن يتركوا وردة.
واختلط الحابل بالنابل في معسكر منتخب مصر وأصبح اللاعبون يتحكمون في قرارات اتحاد الكرة بعد العفو السريع عن وردة والاكتفاء بإيقافه لنهاية الدور الأول بما يعني غيابه عن لقاء أوغندا المقبل فقط.
ووسط كل هذه الأمور المتشابكة يختفي المكسيكي خافيير أجيري، المدير الفني لمنتخب مصر الذي ابتعد عن المشهد ورفض إقحام نفسه في الأزمة وكانت تصريحاته متناقضة في بعض الأحيان.
هيبة أجيري
يفتقد أجيري بوضوح هيبة وشخصية المدير الفني لمنتخب مصر الحاكم بأمره وصاحب القرار في كل الأمور وهو ما ظهر بوضوح في عدة قرارات سابقة فنية، أبرزها أن أجيري نفسه جاء إلى مصر حاملاً أفكار التغيير التكتيكية واللعب الهجومي والاعتماد على لاعبين صغار السن.
وفجأة مع اقتراب موعد بطولة أمم أفريقيا، تراجع أجيري ورضخ لضغوط عودة بعض اللاعبين لمنتخب مصر رغم تراجع مستواهم بوضوح مثل عبد الله السعيد ووليد سليمان اللذين وصلا لسن متقدمة.
أجيري في أزمة وردة خرج بتصريحات في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء الأخير أمام الفهود، قائلاً إن منتخب مصر لا يقف على لاعب لكنه في نفس المؤتمر أبدى حزنه لغياب عمرو وردة مفضلاً الابتعاد عن المشهد وعدم إحكام السيطرة على فريقه.
درس المعلم وواقعة ميدو
إذا عدنا للخلف 13 عامًا فإن حسن شحاتة، المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر، لقن الجميع درسًا كبيرًا في كيفية إدارة المنتخب وليس فقط الجوانب الفنية.
فعندما فوجئ المعلم باعتراض شديد من أحمد حسام "ميدو"، بعد استبداله في لقاء السنغال الشهير بنصف نهائي نسخة 2006 التي استضافتها مصر.
فعندما فوجئ المعلم باعتراض شديد من أحمد حسام "ميدو"، بعد استبداله في لقاء السنغال الشهير بنصف نهائي نسخة 2006 التي استضافتها مصر.
وتمسك حسن شحاتة برفض إشراك ميدو في اللقاء النهائي أمام كوت ديفوار، رغم أن ميدو وقتها كان نجم المنتخب الأول ومهاجم توتنهام الإنجليزي ولقاء الأفيال كان حاسمًا.
والأهم من ذلك أن ميدو لم يرتكب خطأ يقترب مما قام به وردة من الأساس بل اعترض فقط على تغييره وهو أمر وارد في كرة القدم.
والأهم من ذلك أن ميدو لم يرتكب خطأ يقترب مما قام به وردة من الأساس بل اعترض فقط على تغييره وهو أمر وارد في كرة القدم.
وانتصر المعلم وفرض رأيه وتحكم في جيل كان يضم العديد من أساطير الكرة المصرية كلهم كانوا يلعبون بدون أزمات مع مدربهم الذي قاد مصر لحصد أمم أفريقيا 3 مرات متتالية.
مدرسة الجوهر
وبالطبع يبقى الراحل محمود الجوهري، مدرب المنتخب الأسبق، أحد أصحاب المدارس التدريبية المميزة والتي كانت تتسم بالانضباط والصرامة قبل كل شيء.
الجوهري فوجئ بواقعة غير أخلاقية للاعب إبراهيم سعيد في معسكر المنتخب بأمم أفريقيا 2002 في مالي، فقرر على الفور ترحيله وعودته إلى مصر، وكان إبراهيم سعيد وقتها أفضل لاعب في مصر مع حازم إمام نجم الزمالك.
بلماضي يعطي الدرس
وفي نفس الظروف التي يعيشها منتخب مصر، يجد أجيري درسًا مماثلًا من المدرب المتميز جمال بلماضي المدير الفني للجزائر الذي تعرض لموقف مشابه بفيديو فاضح للاعب هاريس بلقبلة في معسكر الإعداد قبل البطولة.
موقف بلماضي كان حاسمًا باستبعاد اللاعب دون تردد وهو ما يساعد المدرب الجزائري حاليًا في السيطرة على نجوم الخضر بل والإبقاء على مواهب متميزة على مقاعد البدلاء من بينهم ياسين براهيمي وإسلام سليماني.